الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، محمد بن عبد الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين
إن الأمانة التي أناطها الله بالبشرية يوم خلق السماوات والأرض تتجسد في تحقيق العبودية لله وحده، وبذلك أخذ الله الميثاق على الناس، قال تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِیۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّیَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُوا۟ بَلَىٰ شَهِدۡنَاۤ أَن تَقُولُوا۟ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَـٰذَا غَـٰفِلِینَ﴾ [الأعراف ١٧٢]
والعلم بكنه هذه الوظيفة أساس في أدائها على وجها الحق، ومن ذلك كانت معرفة العلوم الشرعية واجبا حتميا على الناس كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
ومن هنا ينطلق الحرص من كافة المسؤولين في جامعة وهران1 على توفير الفضاء العلمي لتعلم الدين الإسلامي وأحكامه بشتى تخصصاته، رغبة في نشر تعاليمه السمحة وتكوين فئة من العلماء والدعاة الذين يمثلون التوجه الوسط الصحيح في خضم المتغيرات العالمية، وفوبيا الإسلام والمسلمين.
إن قسم العلوم الإسلامية على عراقته في جامعة وهران، ومنذ إنشائه في المعهد العالي للحضارة الإسلامية، ثم انضوائه تحت كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية، يسعى جاهدا إلى تلبية رغبة الطلاب الجزائريين في الغرب الجزائري خصوصا، والوطن الجزائري عموما بالانتماء إلى سلك طلبة العلم الشرعي بمختلف تخصصاته.
ففي أقسام السنة الثانية يضم شعبتين للجذع المشترك: شعبة الشريعة، وشعبة أصول الدين.
أما التخصصات في مرحلة الليسانس فيضم أربع تخصصات: السنة الثالثة فقه وأصوله، والسنة الثالثة كتاب وسنة، والسنة الثاثة شريعة وقانون، والسنة الثالثة عقيدة ومقارنة أديان.
أما في مرحلة الماستر، فيضم فيها سبع تخصصات كاملة: الفقه المالكي وأصوله، والفقه المقارن وأصوله، والحديث وعلومه، والتفسير وعلوم القرآن، والشريعة والقانون، وفقه الأحوال الشخصية، ومقارنة الأديان.
إننا نسعى جاهدين لجعل القسم رائدا في المجال العلمي والمعرفي، والمجال التنظيمي البيداغوجي بكل ما أوتينا من قوة، وبفضل الكفاءات الموجودة لدينا من الطاقات العاملة من أساتذة وإداريين، والخبرات النافعة من أساتذة التعليم العالي وغيرهم، سنصل حتما إلى المقصود طالما أن النية قائمة.